يعتبر البنزين ( الجازولين) من أخطر المواد الكيميائية الضارة التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان خلال حياته اليومية ، بطريقة مباشرة عن طريق الإستنشاق ، أو بطريقة غير مباشرة عن طريق المصادر الغنية بالبنزين ، على سبيل المثال التدخين ، المذيبات الصناعية ، استخدام الصمغ الصناعي في تثبيت السجاد أو طبقات الأثاث اللامعة ، كما يمكن التعرض له عن طريق التواجد في مواقف السيارات أو المصانع القريبة من السكن أو الأماكن التي تحتوي على كثافة عالية من عوادم السيارات .
الأضرار الناتجة عن إستنشاق ، لمس وتناول البنزين : يؤكد خبراء الصحة أن البنزين يتسرب خلال هذه الفتحات ويصل في طريقه إلى الدم ، ويتم تخزينه بصورة كبيرة في الأنسجة الشحمية ونخاع العظم ، وينتج عن ذلك العديد من المخاطر .
يدخل البنزين جسم الإنسان إما عن طريق إستنشاقه للهواء الغني بالملوثات وصولا إلى الرئتين ، أو عن طريق شرب الماء الملوث وصولا إلى الجهاز الهضمي أو عن طريق الجلد عند لمس المواد التي يدخل البنزين ضمن مكوناتها ، وتكمن المشكلة في تعرض مركبات البنزين للتحلل داخل الجسم ، وبشكل خاص في الكبد ونخاع العظم ، حيث ينجم عنه العديد من المواد الضارة الأخرى ، والتي يمكن أن تظل في الجسم يومين تقريبا ، ثم يتخلص منها عن طريق إخراجها عبر البول .
وعند النظر إلى المشكلة بشكل أكثر دقة ، نلاحظ أن الإنسان يتعرض لهذه المواد عن طريق تدخين التبغ ،وتصل نسبتهم في الدول الغربية مثل الولايات المتحدة إلى 50% ،و20% نتيجة التعرض لعوادم المصانع والسيارات ، ويدخل جسم المدخن حوالي 1.8 ملغم إذا كان يستهلك 32 سيجارة يوميا ، وهذه الأرقام تعادل 10 أصعاف ما يحصل عليه الشخص العادي غير المدخن ، والمتواجد في نفس بيئة المدخن .
يحاط التعرض لآثار البنزين بعدة عوامل أهمها الكمية التي حصل عليها ومدة التعرص لها ، فتزداد الآثار السلبية للبنزين كلما زادت مدة التعرض له ، وكلما زادت نسبته في الهواء الذي نستنشقه لتصل إلى 10,000-20,000 PPM ، ربما تسبب الوفاة حتى إذا كانت مدة التعرض له 5-10 دقائق فقط .
بالإضافة إلى ذلك ربما يسبب التعرض المفاجئ للبنزين بكميات قليلة 700-3000 PPM ، الى الإصابة ببعض الأعراض وتشمل تسارع ضربات القلب ، النعاس ، الدوخة ، التشويش الذهني أو فقدان الوعي أيضا ، واستهلاك أطعمة ملوثة بالبنزين يمكن أن تسبب القيء أو حرقة المعدة ، وتعرض الجلد للتلوث بالبنزين يمكن أن يؤدي إلى التسلخات الجلدية والإحمرار ، كما ربما يؤدي وصوله إلى العين تلف القرنية والأجزاء الخارجية للعين .
يحتوي البنزين على مادة الرصاص ، وهي المواد الضارة بصحة الإنسان أيضا لأنها يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم ، التهاب الكلى المزمن أو الفشل الكلوي ، ويعيق الشفاء من مرض النقرس ، يسبب التهاب الكبد وتليف الكبد ، دوالي المريء ، حموضة المعدة ، وربما تسبب الإصابة بغيبوبة كبدية ، بالإضافة إلى ذلك يؤدي البنزين إلى التأثير السلبي على الجهاز العصبي المحيطي والدماغ ، مما يؤدي إلى بعض الأعراض مثل الخمول ، الشعور بالتعب ، التوتر والتهاب الأعصاب ، ويؤثر الرصاص على الرئتين فيسبب تهيج أغشية الشعب الهوائية مما يسبب النزلات الشعبية والربو .
ويحذر تعرض كل من الأم الحامل والأطفال للرصاص لأنهم أكثر قابلية لإمتصاصه ، وصعوبة التخلص من آثاره في نفس الوقت ، ويؤثر على الأطفال أقل من 5 سنوات حيث يكون الجهاز العصبي لديهم أكثر حساسية ، فيمكن أن يسبب إعاقة نمو خلايا الدماغ والجهاز العصبي ، انخفاض معدلات الذكاء ، صعوبة التركيز والإصابة بالتخلف العقلي ، وبالنسبة للأجنة ينتج عنه أطفال متخلفين ومشوهين ويعانون من نقص أوزانهم عن المعدلات الطبيعية أيضا .